کد مطلب:219940 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:224

آداب شرب الماء فی أحادیث أهل البیت
الذی ورد أنه سید الأشربة فی الدنیا والآخرة، و أن طعمه طعم الحیاة، و منه خلق كل شی ء حی، والبارد منه ألذ، والمفور منه سبع مرات مع التبرید بین كل مرة و مرة بالقلب من اناء الی اناء یذهب بالحمی، ویقوی الساقین والقدمین.

و یستحب شرب الماء بعد الطعام، فانه یدیر الطعام فی المعدة، ویسكن الغضب، و یزید فی اللب، و یطفی ء المرار. و یستحب تقلیله مهما أمكن، بل یكره اكثاره، فانه مادة لكل داء سیما بعد الدسم، فانه یهیج الداء. ویستحب شربه بعد التمر.

و یستحب لمن شرب الماء التسمیة قبله، وشربه مصا ویكره عبا. و یستحب الشرب قیاما نهارا، فان شربه من قیام نهارا أدر للعروق، و أقوی للبدن، ولیلا یورث الماء الأصفر.



[ صفحه 497]



ویكره الشرب قائما لیلا، وقد حمل علیه ما ورد من أن شرب الماء قائما فابتلاه الله تعالی بداء لا دواء له، فلا یلومن الا نفسه، و كذا ما ورد من أنه یورث الماء الأصفر.

و ظاهر جملة من الأخبار انكار كراهة الشرب قائما مطلقا، وفصل بعضها بین اللیل والنهار بحمل المانعة علی اللیل، لأنه یورث الماء الأصفر، والمرخصة علی النهار.

ویكره الشرب بنفس واحد، سیما اذا كان من یناول الماء عبدا. نعم ان كان حرا فظاهر بعض الأخبار عدم البأس بالشرب بنفس واحد و ان كان الأفضل الشرب بثلاثة أنفاس بین كل اثنین منها تحمید.

و قد قال مولانا الصادق علیه السلام: ان الرجل منكم لیشرب الشربة من الماء فیوجب الله تعالی له بها الجنة، ثم قال فی بیانه: انه لیأخذ الاناء فیضعه علی فیه فیسمی، ثم یشرب فینحیه و هو یشتهیه، فیحمدالله، ثم یعود فیشرب، ثم ینحیه فیحمدالله، ثم یعود فیشرب، ثم ینحیه، فیوجب الله عزوجل بها له الجنة.

ویستحب أن یدعو بالمأثور، و منه أن یقول عند الشرب: «الحمد لله الذی سقانا عذبا ذلولا [خ.ل: زلالا]، ولم یسقنا ملحا أجاجا، ولم یؤاخذنا بذنوبنا». و أن یقول: «الحمد لله الذی سقانی فأروانی، و أعطانی فأرضانی، وعافانی و كفانی. اللهم اجعلنی ممن تسقیه فی المعاد من حوض محمد صلی الله علیه و آله وسلم و تسعده بمرافقته، برحمتك یا أرحم الراحمین».

ورود أن من قال عند شرب الماء باللیل ثلاث مرات: «علیك السلام من ماء زمزم و ماء فرات» أو قال: «یا ماء! ماء زمزم و ماء فرات یقرؤك السلام» بعد تحریك الاناء، لم یضره شرب الماء باللیل.

ویستحب ذكر سیدالشهداء أرواحنا فداه والسلام علیه و لعن قاتله لمن شرب الماء، فان من فعل ذلك كتب الله عزوجل له مائة ألف حسنة، و حط عنه مائة ألف سیئة، و رفع له مائة ألف درجة، و كان كمن أعتق ألف نسمة، و حشره الله تعالی یوم القیامة ثلج الفؤاد.

و أحسن ما یشرب فیه الخزف، الا خزف مصر، فان الشرب فیه والغسل بطین مصر یذهب بالغیرة و یورث الدیاثة.



[ صفحه 498]



و یكره الشرب بالأفواه من أفواه الأسقیة، و من ثلمة الاناء، و من موضع عروته، و من أذنه فان الشیطان یقعد عند ذلك، و یشرب من ذلك الموضع، بل ینبغی الشرب من شفته الوسطی.

و یستحب الشرب بالید، و بالیمنی دون الیسری، بل یكره الشرب بالیسری.

ویكره النفخ فی قدح الماء، و یستحب شرب سؤر المؤمن تبركا كما مر، لأنه شفاء من سبعین داء، و من شرب سؤر المؤمن تبركا به خلق الله بینهما ملكا یستغفر لهما حتی تقوم الساعة.

ومن شرب من سؤر أخیه المؤمن یرید به التواضع، أدخله الله الجنة البتة.

و یستحب الاستشفاء بماء المطر النازل من میزاب الكعبة، و كذا یستحب شرب ماء زمزم، والاستشفاء به، فانه شفاء من كل داء، و كذا شرب ماء الفرات والاستشفاء به، و قد ورد أنه یصب فیه میزابان من الجنة، و انه یسقط فیه كل یوم سبع قطرات من الجنة، وان ملكا من السماء یهبط كل لیلة معه ثلاثة مثاقیل مسكا من مسك الجنة فیطرحها فی الفرات، و ما من نهر فی شرق الأرض و غربها أعظم بركة منه، و ان من حنك به كان شیعیا.

ورود أنه لو علم الناس ما فیه من البركة لضربوا الأخبیة علی حافتیه، و لولا ما یدخله من الخاطئین ما اغتمس فیه ذو عاهة الا برأ، و أنه لو كان بیننا و بین الفرات كذا و كذا میلا، لذهبنا الیه و استشفینا به.

و ورود استحباب شرب ماء نیل مصر، و ماء العقیق، و ماء سیحان و جیحان، لكن عن أمیرالمؤمنین علیه السلام: ان ماء نیل مصر یمیت القلب.

ویكره اختیار ماء دجلة، وماء بلخ للشرب، لأنهما كافران. و یكره شرب ماء حضرموت و كذا ماء الكبریت، والماء المر، والتداوی بهما، لأن نوحا علیه السلام لما دعی المیاه أیام الطوفان أجابته، الا ماء الكبریت والماء المر، فلعنهما و دعا علیهما.

و یستحب شرب ماء السماء، فانه یطهر البدن، و یدفع الأسقام.

و ورد استحباب قراءة الحمد والاخلاص والمعوذتین سبعین مرة علی ماء السماء المجموع قبل وصوله الأرض فی اناء، والاستشفاء به.

ویكره أكل البرد..



[ صفحه 499]



یستحب سقی الماء حتی علی الماء، وقد ورد ان من سقی مؤمنا شربة من ماء حیث یقدر علی الماء، أعطاه الله بكل شربة سبعین ألف حسنة، و ان سقاه من حیث لا یقدر علی الماء، فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد اسماعیل، و ان من سقی مؤمنا شربة من عطش سقاه الله من الرحیق المختوم.

ثم المعروف بین العوام تقدیم الأصغر سنا فی شراب الماء علی الأكبر، ولم أقف له الی الآن علی مستند، و هو خلاف قاعدة احترام الكبیر، و مقتضی قول الشیخ العلامة ابن الأعسم فی منظومته:



لا تعرضن شربه علی أحد

لكن متی یعرض علیك لا ترد



هو كراهة عرض الماء، ولم أقف له علی مستند، بل ینافیه ما مر من أن النبی صلی الله علیه و آله وسلم كان اذا شرب لقم من عن یمینه. و یظهر ممن شرحه بالنظم من فضلاء الهند أنه أیضا لم یقف علی سنده، حیث حمله علی العرض بقصد الورود فقال:



لا تعرضن بشربه علی أحد

بقصد أن ذاك مما قد ورد



كما تراه شائعا بین العجم

و یحسبون أنه من الكرم



لكن متی یعرض علیك لا ترد

اذ لم یقابل قط احسان برد



و ان یكن مستهجنا عند العجم

بل یحسبون رده من الكرم



و ظاهره أنه لم یقف علی مستند الفقرة الثانیة أیضا، ولكن یدل علیه ما ورد من أنه ما عرض الماء علی عاقل فأبی.